ذا كانت حناجر القسنطينيين انفجرت مدوية السماء، مباشرة بعد إعلان الحكم الغيني ياكوبا نهاية مقابلة رواندا بفوز هام وثمين لـ''الخضر'' جسد في الوقت بدل الضائع، فإن محبي المنتخب الوطني بمدينة الجسور المعلقة عاشوا ثلاثة أيام تحت وقع الجولة الخامسة، وحضروا للاحتفال ببلوغ أشبال سعدان نهائيات كأس العالم قبل وخلال مباراة مصر بزامبيا. وبالرغم من فوز ''الفراعنة'' بملعب كونكولا في مدينة شيليلابومبي، إلا أن أنصار ''الخضر'' بقسنطينة احتفظوا ببصيص الأمل وأجلوا أفراحهم إلى غاية مساء أمس، حيث قضوا ليلة بيضاء، فوضعت الشاشات العملاقة بمختلف أنحاء المدينة وبلدياتها، على غرار حي السيلوك، مادام روك، القصبة وسيدي مبروك وفيلالي وجبل الوحش والزايدية وجنان الزيتون، والمدينة الجديدة وغيرها، كما كانت معظم المقاهي والساحات مسرحا لتجمع محبي ''الخضر'' بالرايات الخضراء والبيضاء و''الديسك جوكي'' المتنقل. وردد الأنصار القسنطينيون طويلا شعارات تضرب موعدا للمصريين قائلين: ''مازال مازال مازال المصاروا'' وكذا ''مبروك علينا ومازال مازال''.[/size] وفي الوقت الذي ظلت مئات السيارات والحافلات تجوب الأحياء من شرقها إلى غربها ببلديات الخروب، عين السمارة، حريشة عمار، الحامة وفي وسط المدينة، ودوت أشرطة المنتخب الوطني باختلاف أنواعها الموسيقية مواكب السيارات، عانق الشبان والنساء والأطفال الرايات الوطنية في الشرفات والعربات، حيث وجد أعوان الأمن صعوبات في التحكم في الوضع وتطبيق قانون المرور، ليلخص أحد المناصرين المشهد بقوله: ''قسنطينة تندب منذ سنوات حظها كرويا بفعل تردي حال المولودية والشباب، ووجد أبناؤها المنتخب الوطني بنجومه الجرعة الوحيدة من الأوكسجين كي يستنشق منها الهواء والأمل الوحيد في معايشة أيام سعيدة''. وما زاد الأجواء جمالا سهرة أمس بسيرتا العتيقة، لجوء مناصري ''الخضر'' إلى ''الفيميجان'' والألعاب النارية، حيث صبر القسنطينيون مثلهم مثل الملايين من الجزائريين إلى غاية الوقت بدل الضائع للتلذذ بالفوز، سيما أنه جاء في ظروف صعبة، فكانت ضربة الجزاء، ورغم صحتها، فإنها كانت هدية ربانية لشعب لم يعد له أمل سوى في منتخبه الكروي. ليضيف أحد المناصرين: ''الاحتفال الأعظم سيكون يوم 14 نوفمبر بعد مباراة مصر حيث سيكون أحلى احتفال يعيشه الجزائريون منذ عشرات السنين''.